المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2025

إطلاق النظر..

صورة
  في كل مرة يعتريني فيها الضيق وُيطبق يديه المشوهتين على أنفاسي أجدني أهرع بشدة إلى أقرب منفذ نحو الهواء الطلق والفراغ الذي لا يحده من السماء شئ سوى إطلاق النظر، وأقوم بإحدى أمرين أو ربما أجرب كليهما لشدة تعلقي بهما وشدة نجاحهما في كل مرة من انتشالي من ضيق الهم إلى رحابة اليقين .. فالامر الأول والأقرب إلى قلبي هو النظر إلى السماء في أي وقت وعلى أي حال كانت صافية أو ملبدة، مشرقة أم مظلمة، فرؤية السماء دائماً ما تورثُ في قلبي طمأنينةَ أنني جرمٌ صغير في كونٍ كبير وكل ما فيه تحت رحمة خالق واحد وما أوسع رحمته وما أصغر همومنا!  ثم إن للسماء ارتباطاً في ذهني بخدعة عقلية صغيرة علمني لها أحد زملاء الجامعة أثناء حديثه عن كيفية التخلص من القلق ولست أعلم إن كانت تلك القصة قد ترسخت في أذهان كل من كانوا معي أم أن حبي الشديد للسماء وللطيور هو ما جعلها راسخة وحاضرة في ذهني وبقوة، والخدعة هي أن تتخيل كونك طائر صغير، يفرد جناحيه بخفة ليحمله الهواء إلى اقصى درجات الجو وأعلى طبقات السماء ثم تخيل أن تجول بنظرك وانت ذاك الطائر الصغير إلى ما يقبع تحتك ليبدأ كل ما كان كبيراً ومتضاخماً بالتضائل شيئاً...

أفكـارُ الظهيرة!

صورة
  - حين ظهيرة ما في يوم ما خلال سنتي الاولى في الجامعة، وقد توزعنا على هيئة كتل متفرقة باختلاف العدد واختلاف الاهتمامات كذلك اثناء انتظارنا مجئ محاضر المادة وبدء المحاضرة التي أعجزنا الحر عن تفويتها رغبةً في اغتنام أجهزة التبريد الموجودة في المعمل. المهم أنه وفي منتصف ثرثرة عادية لطلاب جامعيين أجابت إحدى الزميلات - أكثرهن شعبية على كافة الأصعدة - على سؤال يستفسر عن السر وراء إجادتها للكثير من الأمور في نفس الفترة الزمنية التي لم تكفي أغلبنا لإكمال ربع المنهج المقرر علينا، لتذهلني وقتها بعبارة لم تطرق سمعي ولا حتى إدراكي من قبل ولم أكن أتخيل وجود مفهوم كذلك حتى إن لم استشفه من خلال حديثها في تلك الظهيرة إذ قالت وبلهجة إنجليزية ممتازة " ! you just have to fake it till you make it " وقتها ذُهلت بحق من طلاقة التفكير أكثر من طلاقة خطابها، وغِبت عن الواقع لبضع دقائق أتفكر فيها عن المعنى والمغزى وما ستضحي عليه حياتي إن تركت الفكرة تترسخ في عقلي بصورة كافية لتجاوز الاحباط الذي كان مُلماً بي في تلك الفترة الانتقالية والغريبة .. وما جعلني أستحضر هذه الذكرى اليوم هو مدى دهشتي وللمرة الث...

الجُمعة اخـيـراً!

صورة
  استيقظت منذ الساعة السابعة في محاولة مني لتقليل عدد ساعات نومي للحد الذي يجعل من عملية النوم والاستيقاظ أمراً طبيعياً كعادة البشرية منذ قديم العصور، وما وجدته مستغرباً هذا الصباح أنه وعلى عكس صباح كل يوم لم أكن نعسة رغم كونها عطلة ولم أشعر بالفتور الذي يحد بيني وبين إنجاز أعمالي صباحاً ولم أشعر بالضيق لكون جميع من في المنزل نائمون عداي، لأصل إلى استنتاج أنه وربما لأنه تَصادف أن يكون صباح الجمعة دوناً عن سائر أيام الأسبوع .. الجمعة بالنسبة لي تعني الصباح والصباح الباكر إذ كنا نستيقظ صباحاً على آيات سورة الكهف وهي تملأ الاثير في كل مكان وصداها يتردد من كل بيت، فنهبّ من أسرّتنا سريعاً لنتحلّق جميعاً حول والدتي وهي تصبُ الشاي لكلٍ منا حسب ما يبتغيه هواه - حتى درجة سخونة الشاي تحفظها عن ظهر قلب - لنجلس بهدوء لا يقطعه إلا صوت إحتساء الشاي وتسبيحات جدتي التي تُشبه الصلوات. ثم يمر بقية اليوم بشعور مغاير لبقية الايام، شعور نهاية كدح وسعي وشقاء اسبوع كامل ومشارف اسبوع حافل آخر وبين هذا وذاك يخبط عقلك بصورة مبهجة ذاك الإدراك المتأخر بـ أخيراً انها الجمعة، فلا عمل اليوم ولا حصص صباحية ولا طو...