المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2025

فن المُلاحظة؟

صورة
حينَ ظهيرة رتيبة ومُذهلة، كنتُ اتكئ بحبور عند باب المدخلِ الحديدي أراقبُ أشعة الشمس وهي تُداعِب شجرة الجهنمية برقة كرقة نسمة الظهيرة تلك. جاء رفيق أخي وبجانبه دراجة سوداء مرقطة يسمونها بفخر ( كوبرا ) ونادى على أخي الذي كان مستلقياً بتراخم فما إِن سمِعَ صوته ولمح الدراجة حتى قفز من مكانه وأخذ دراجته القديمة تلك وخرج برفقة صديقه يتسابقان ويبتسم أحدهما للاخر بنظرات معناها ( أنا الفائز )، إبتسمت إثر هذا المشهد المُبهج والحماسي ووجدتني أفكر في جملة وجدتها تقفز لعقلي فجأة : " لقد خلقنا لنراقب، خُلِقتُ أنا لاراقب !!  وقد أشعرتني هذه الجملة براحة كبيرة ، واستني تلك الجملة، واست طفلة الاحد عشر ربيعاً التي كانت تعترض وبشدة على الحكم الذي يمنعها من فعل ما يفعله الصبيان، ولكنها فهمت الآن جيداً أنها خُلقت لتراقب، هذا لا يعني كونه أمر قسري أو حكم ظالم ضد الكيان الانثوي او استحقار واستضعاف له، ليس كذلك البتة. فمن سيراقب إن كان الجميع ممثلين لا تنازل عنهم ؟! من سيراقبُ هذه المشاهد المُذهلة ؟! من سيلحظ البهجة، الفرح، الغضب، الحزن، اليأس، الامل، من سيراقب هذا الكون ببساطة !!  - يُعجبني وبشدة أ...

مُلاحظات العيد

صورة
   ليس العيدُ إلا إشعارَ هذه الأُمَّةَ بأنَّ فيها قوةَ تغييرِ الأيام، لا إشعارَها بأنَّ الأيامَ تتغيَّر؛ وليس العيدُ للأُمَّةِ إلا يومًا تَعرِضُ فيه جمالَ نظامِها الاجتماعيّ، فيكونُ يومَ الشعورِ الواحدِ في نفوسِ الجميع، والكلمةِ الواحدةِ في ألسنةِ الجميع؛ يومَ الشعورِ بالقُدرةِ على تغييرِ الأيام، لا القُدرةِ على تغييرِ الثِّياب … كأنَّما العيدُ هو استراحةُ الأسلحةِ يومًا في شعبِها الحربيّ. [المعنى السياسي في العيد || وحي القلم]   أحب جداً أن أعاود قراءة ما خطّه الرافعي عن العيد وفي يوم العيد لأنه وبطريقة جميلة للغاية يصوغ ما بداخل كل منا عن ما يتركه فينا العيد من أثر، ولطالما أعجبتني الفكرة الكامنة والبارزة جداً في كثير من نصوص الرافعي والمفضية بأن التغيير الذي نشعر به في مناسبات معينة لا يكمن سره في الأيام ولا التوقيت وإنما الأمر كله بداخلنا إذ أن كل شئ هو نفسه ولكن جهاز الإستقبال فينا هو المختلف في هذه الأيام ..  أذكر جيداً شعور العيد قبل عامين وعند بداية الحرب في بلادي، إذ لم يبق للعيد إلا إسمه ولا أحب أن اخوض الآن وأنا مبتهجة في تلك الايام القاتمة، وعلى الرغم من ...