فن المُلاحظة؟

حينَ ظهيرة رتيبة ومُذهلة، كنتُ اتكئ بحبور عند باب المدخلِ الحديدي أراقبُ أشعة الشمس وهي تُداعِب شجرة الجهنمية برقة كرقة نسمة الظهيرة تلك. جاء رفيق أخي وبجانبه دراجة سوداء مرقطة يسمونها بفخر ( كوبرا ) ونادى على أخي الذي كان مستلقياً بتراخم فما إِن سمِعَ صوته ولمح الدراجة حتى قفز من مكانه وأخذ دراجته القديمة تلك وخرج برفقة صديقه يتسابقان ويبتسم أحدهما للاخر بنظرات معناها ( أنا الفائز )، إبتسمت إثر هذا المشهد المُبهج والحماسي ووجدتني أفكر في جملة وجدتها تقفز لعقلي فجأة : " لقد خلقنا لنراقب، خُلِقتُ أنا لاراقب !! وقد أشعرتني هذه الجملة براحة كبيرة ، واستني تلك الجملة، واست طفلة الاحد عشر ربيعاً التي كانت تعترض وبشدة على الحكم الذي يمنعها من فعل ما يفعله الصبيان، ولكنها فهمت الآن جيداً أنها خُلقت لتراقب، هذا لا يعني كونه أمر قسري أو حكم ظالم ضد الكيان الانثوي او استحقار واستضعاف له، ليس كذلك البتة. فمن سيراقب إن كان الجميع ممثلين لا تنازل عنهم ؟! من سيراقبُ هذه المشاهد المُذهلة ؟! من سيلحظ البهجة، الفرح، الغضب، الحزن، اليأس، الامل، من سيراقب هذا الكون ببساطة !! - يُعجبني وبشدة أ...