أينما حللت كُن غزيراً،مُتجذراً وأزهر...
أظل اتسائل إن كان أمراً غريباً بي أو أنه طبيعي بالنسبة للاخرين أيضاً، ذاك العقل الشبكي البحت الذي يُحبب إليه ربط الاشياء ببعضها ومدى شعور البهجة عند ربطه لأمور مكملّة لبعضها بطريقة إبداعية وجميلة وكأنما جميع الاحاديث والمواقف مع الآخرين قد حدثت ضمن سيناريو كبير ومتشابك وعديد المعانِ والمباهج ..
أحياناً أعتقد أن الامر عائد لطبيعتي البيولوجية كأنثى وذلك بسبب طبيعة عقلنا الشبكي الذي لا يكاد يعمل دون نسج خيوط تربط جميع الأمور ببعضها حتى وإن لم تكن ذات روابط حقيقية وملموسة، خلافاً لذاك العقل الصندوقي الذي لا يخرج من حيز ما يجري بداخله في هذه اللحظة، لستُ أدري لم كل هذا الإسهاب في التوضيح ولكن المهم في الأمر حقيقة كون هذا التشابك وإن كان مُقلقاً ومفتعلاً للمشاكل في كثير من الأحيان إلا أنه وفي أحايين اخرى كثيرة يكون مُدهشاً وبديعاً في ربطه وتحليله كتلك المرة التي أوصتني فيها صديقة لطيفة - ممتنة دائماً للطف الكامن في حديثها - أن أستمر بمحاولة القيام بنشاط محدد أفصحت لها عن رغبتي في تجربة القيام به رغم هوله، لتتسع إبتسامتي إثر نهاية جملتها إذ قالت فيما يعني أنني وأينما وُضعت أُزهر !!
والحقيقة لم يكن إعجابي الشديد بالعبارة بسبب توجيهها لشخصي إذ أنني أعلم بحقيقة نفسي وإن كنتُ مزهرة بحق أم لا، ولكن ما أعجبني وأرضى عقلي حينها ربطي لها بعبارة أخرى راسخة بشدّة في الذاكرة مضمونها :
- حينها تمثلت دهشتي في الفارق العجيب بين أن تكون غزيراً ومتجذراً فقط وأن تُزهر فوق ذلك !
إذ أنني موقنة تماماً ومعترفة بحقيقة كوني غزيرة ومتجذرة أينما حللت لشدة تعلقي بالتفاصيل والأماكن والأحاديث والتفاعلات البشرية ولشدة استذكاري لها أينما ذهبت وأنني وإن غادرت مكاناً أو شخص تأبى جذوري التي تعمقت به الرحيل ..
وكذلك كم أننا جميعاً عميقين ومتجذرين بداخل أشياء وأشخاص ومواقف عدة، كم أن لكل منا جذور ضاربة في مكان ما يعجز عن اقتلاعها وكم أن لكل منا أثر عميق في حياة من مر بهم ككل من كتبت عنهم على سبيل المثال لا الحصر، فهل نستطيع الجزم إن ما أزهرت هذه الجذور أم لا ؟ وعلى الرغم من المعنى الصريح للزهور كونها تعبيراً عن السرور والجمال وإثارة للبهجة في النفوس، إلا أنه وإن فكرنا من وجهة نظر أخرى ربما تكون جذورنا المتأصلة في الاخرين فاسدة وضارة إلا أن أثرها الناتج على حاملها أثر نافع سواء نتج عن ذلك قطع الجذور تماماً أو الاعتماد عليها ليضحي المرء منا أقوى ..
أنا نفسي عاجزة عن إستيعاب ما أقوله فلستُ ألوم من لم يفقه شيئاً مما سبق إلا أن ما أجدني حريصة عليه وبشدة عند كتابتي لهذه التدوينة هو أن نستمر بكوننا غزيرين ومتجذرين بغض النظر عن كم الزهور التي نستطيع تركها فوق هذه الجذور، وألا نقوم بقص جذورنا وتشذيب فروعنا فقط لأن المساحة غير كافية أو لعدم مواكبة مقاييس العالم من حولنا..
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️احلى مافي الموضوع انو نصوصك بتنزل اخر الليل فا ايقاعها مختلف في المخ عدييييل وكالعادة مايحتاج اقول ليك انتي مزهرة قدر كيف في نصوصك دي❤️
ردحذفانتِ المُزهرة دائماً في ردودك يا وعد ❤️
حذف+ نقطة الليل مقصودة فعلاً!!
أعجبتني طريقة كتابتكِ، واصلي التألق🥺❤️..
ردحذفشكراً شكراً لردك اللطيف ❤️.
حذفأسطورة كالعادة ، لا جديد يُذكر ف اسلوبك المُبهر ! ❤️ ، ياخ ربنا يبارك فيك و يخلّيك لينا الكاتبة المُفضّلة ، و تعيشي و تكتبي لينا نصوص 🥹❤️
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
حذفشكراً لكلامك الجميل ❤️.
حذف