يا المولع ناري..

 

ماهو الوطن ؟ 

مقطع 'reel ' سريع نعجز عن تطبيق عادة ال " scroll" عليه؟ 

ربما كان ذلك بالنسبة لذاك الموسيقي الذي أثّر فيه ذاك المقطع الصغير والذي تحكي من خلاله مُغنية معروفة عن أغنية ترسخت عميقاً بذاكرتها لتكون بذلك واحدة من الأمور التي تُعرّف الوطن لديها. إذ قام ذاك الموسيقي بدمج غنائها للأغنية المذكورة بموسيقى ربما كانت هي أيضاً أحد رموز الوطن بالنسبة له...

ربما يكون كل ذلك مُعرّفاً للوطن وليس مقصدي من ذلك مجرد مقطع فيديو أو بضع نغمات موسيقية، ولكنني أستخلص من ذلك أن الوطن هو ما يدفعك لتُعبّر عنه بأجمل وأبهى ما تملك كذاك الصوت المميز للمُغنية، قدرة الموسيقي على ابتكار ألحان تتناسب مع أغنية ليست من تأليفه حتى، أو ربما حتى الدافع وراء كتابة هذا النص بالنسبة لي أنا التي جُلّ وأعظم ما أملك هو كلماتي .. 


-المقطع الاول :

كان وردتي للميّ 

تلقيني بي وراك ساير 

قفاك للشقي 

حبل صبري ضفاير 

حلفتّك فوق الموية 

شوفي كيف خديدكي ناير

يا المولعة ناري .. ناري ناري 

وجدتُ دموعي وقد تجمعت بسرعة على مدامعي، وسدّ الحنين جوفي وأنا أستمع لهذا المقطع ويأبى عقلي إثبات الأغنية للصبية المقصودة إذ وجدته ينسبها لوطني، ذاك الوطن الذي ألقاه حاضراً دائماً عند ورودي للماء بعد ظمأ طويل إلا أنه دائماً ما كان " قفاه للشقي " إذ دائماً ما تَمثّل إرتباطنا معه كأبناءه على هيئة إعراض وشقاء مستمر ورغم ذلك لم ينقطع حبل صبرنا الشديد في قوته وجماله وكأنه جدائل حسناوات بلادي.. إذ دائماً ما كنّا متمسكين بالسعي بين أطرافه بغض النظر عن النتائج، يكفينا من ذلك أن نرى إنعكاس حُسنه وانتمائنا له على ظهر نيله - كل يوم ونحن غادون صباحاً وعائدون مساءً- لتشتعل إثر هذا الانعكاس نار لا سبيل لسكون لهبها وشدتّها .. 


- المقطع الثاني : 

شوفي كيفن

 إنتي سمحة 

تعرفي العلي، 

لَجَنة في لسانك 

يا العبيرك صندلية

خيتي بت أمي البريدا شكرتك ليا 

زادت ليا من ناري .. ناري ناري 

رُبما يمثّل هذا المقطع حوار يتبادله كل فرد من أبناء بلادي وبصورة يومية سواء أكانوا داخل الوطن أم خارجه، إذ بالرغم من تلك " اللَجَنَة " الواضحة في لسان كل من يروي عن البلاد والتي تُمثل ذاك القصور المُكرر سرده في جُل أحاديثنا إلا أننا لم نراه يوماً مما يُعيب صورة الوطن في نظرنا. إذ دائماً ما تذكرناه " سمحاً " رغم إعوجاجه ودائماً ما كان عبيره الملموس في ملامح بعضنا وأصواتنا المألوفة والتي نأمن لسماعها وسط ألسنة ولَهجات كثيرة عبيراً طيباً وكأنه طِيب عروسُ بلادي. 

ربما تخمد تلك النيران قليلاً بمرور الأيام وإنشغالنا بالنجاة وإعوجاج ألسنتنا حسب مكان إقامتنا وقواعد غُربتنا إلا إنها لا تلبث أن تعاود التأجج مرة أخرى بعد حديث طويل عن الذكريات القديمة وملامح الوطن القديمة مع صديق لنا حالت الأيام دون لقياه، إذ يتحول ذاك الصديق القديم كقِدم فكرة الوطن إلى شقيق لم تلده أمهاتنا نود بقاءه وعدم رحيله علّه بذاك يسدُ تلك الفجوة الباقية فينا، علّه بذاك يكون ارتوائنا بعد ظمأ شديد، علّه بذاك يكون وطننا الغائب ..






تعليقات

  1. ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️حياتي ما كنت ح افكر بالاغنية دي بالأسلوب ده!!!! ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  2. بسمع الغنية دي من زمان لكن أول مرة أسمعها بالطريقة دي❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  3. ياااا رنا!❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  4. 🫶❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  5. مبسوطة جداً انه قدرتوا تسمعوها بطريقة تانية وانه اتربطت عندكم ببلدنا الحنينة ❤️

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مواعيد الأسنان المُؤلِمة أو المُلهِمة...

فن المُلاحظة؟

مـَغزى الـفن.

أينما حللت كُن غزيراً،مُتجذراً وأزهر...