قـَريحة الادب.

في ذات يوم لا أذكره تماماً، لا أذكر إن كان خريفاً أم شتاءً، ولكن ما جعله محفوظاً في عقلي بثبات هو نشوء مبرر وتفسير أخيراً لما يُحرك رغبة الكتابة فيني..
ولم يكن بشيءٍ عظيم أو شخصٍ ما، وإنما تَلخص الامر كله عند سماعي لكلمة " قريحة" لأول مرة ضمن حوار لطيف مع صديقة لطيفة من المثقفين القلة الذين عاصرتهم في ذاك الوقت البعيد، ويا للعجب الذي أصابني حينها إثر سماعي لتلك الكلمة الجديدة في قاموس كلماتي البسيط، إذ ظللتُ أرددها على مسمعي وقمت بتدوينها حين عودتي من المدرسة فقد كانت كلمة صعبة ومعقدة وجديدة والاهم من ذلك كله فضفاضة فعندما بحثتُ عن من معناها وأصلها وجدته فضفاضاً وجميلاً للغاية حيث أنها تعني أول الشيء وباكورته، طبيعة جُبِل عليها الانسان من ابتداع الكلام وإبداء الرأي!
وكم كان ذاك المعنى مطابقاً بحق لذاك الشيء الذي يحثني على الكتابة، وكأنه أمر جُبلت عليه وأرضعتني له الحياة، ولا يظهر رأيي واضحاً وقوياً الا عن طريق الكلمات والادب. ودائماً ما جعلتي قريحتي مني شخصاً تواقاً للكلِم تدفعه دهشته عن قراءة ما يكتب لان يكتب، ليس لان الكتابة هي طريقة للتعبير والبوح فحسب ولكن لاننا حين نود قراءة شيء لم نجد خطيباً له نقوم بكتابته وجعله موجوداً، ثم نعاود قرائته مراراً وتكراراً كشيء يبثُ في نفوسنا البهجة وكآلة زمن بسيطة تبثُ في عقلك الذكرى لشيء كان من الممكن أن يُمحى بين دهاليز النسيان كتلك المرة التي أدهشتني فيها صديقة عن ذكرها لكلمة " قَـرِيحَة".
تعليقات
إرسال تعليق